كُلَيبُ لاَ خَيرَ فِي الدُّنيا وَمَن فِيهـا
إِن أَنتَ خَلَّيتَهـا فِـي مَن يُخَلِّيهـا
كُلَيـبُ أَيُّ فَتَـى عِـزٍّ وَمَكرُمَـةٍ
تَحتَ السَّفاسِفِ إِذ يَعلُوكَ سَافِيهـا
نَعَى النُّعاةُ كُلَيبـاً لِي فَقُلـتُ لَهُـم
مَادَت بِنا الأَرضُ أَم مَادَت رَوَاسِيها
لَيتَ السَّماءَ عَلى مَن تَحتَها وَقَعَـت
وَحَالَتِ الأَرضُ فَانجَابَت بِمَن فِيهـا
أَضحَت مَنازِلُ بِالسُّلاَّنِ قَد دَرَسَـت
تَبكِي كُلَيباً وَلَم تَفـزَع أَقَاصِيهـا
الحَزمُ وَالعَـزمُ كَانَـا مِن صَنيعَتِـهِ
مَا كُلَّ آلائِـهِ يَا قَـومُ أُحصِيهـا
القَائِدُ الخَيـلَ تَـردَي فِي أَعِنَّتَهـا
زَهواً إِذا الخَيلُ بُحَّـت فِي تَعادِيهـا
النَّاحِرُ الكـومَ مَا يَنفَـكُّ يُطعِمُهـا
وَالوَاهِبُ المِئَـةَ الحَمـرا بِراعِيهـا
مِن خَيلِ تَغلِبَ مَا تُلقَـى أَسِنَّتُهـا
إِلاَّ وَقَـد خَصَّبَتـها مِن أَعَادِيهـا
قَد كَانَ يَصبِحُها شَعـواءَ مُشعَلَـةً
تَحتَ العَجَاجَةِ مَعقـوداً نَواصِيهـا
تَكُـونُ أَوَّلَهـا فِي حِيـنِ كَرَّتِهـا
وَأَنتَ بِالكَرِّ يَـومَ الكَـرِّ حَامِيهـا
حَتَّى تُكَسِّرَ شَـزاراً فِي نُحورِهِـم
زُرقَ الأَسِنَّةِ إِذ تُـروَى صَوادِيهـا
أَمسَت وَقَد أَوحَشَت جُردٌ بِبَلقَعَـةٍ
لِلوَحشِ مِنها مَقيـلٌ فِي مَراعِيهـا
يَنفُرنَ عَن أُمِّ هَامَاتِ الرِّجـالِ بِهـا
وَالحَربُ يَفتَرِسُ الأَقـرَانَ صَالِيهـا
يُهَزهِـزونَ مِنَ الخَطِّـيِّ مُدمَجَـةً
كُمتـاً أَنَابِيبُـها زُرقـاً عَوالِيهـا
نَرمِي الرِّمـاحَ بِأَيدِينـا فَنورِدُهـا
بيضاً وَنُصدِرُهـا حُمـراً أَعَالِيهـا
يَارُبَّ يَومٍ يَكُونُ النَّـاسُ فِي رَهَـجٍ
بِهِ تَرانِـي عَلى نَفسِـي مُكَاوِيهـا
مُستَقدِماً غَصصاً لِلحَربِ مُقتَحِمـاً
نَـاراً أُهَيِّجُهـا حِينـاً وَأُطفِيهـا
لاَ أَصلَحَ اللهُ مِنَّـا مَن يُصالِحُكُـم
مَا لاَحَتِ الشَّمسُ فِي أَعلَى مَجارِيها