قاوم رغبتك في انتقادك للآخرين

ردود افعالنا نحو الآخرين ماهى الا مقاييس تجعلنا نعرف قيمة انفسنا وذواتنا ,لانها تكشف بطريقة غير مباشرة عما فى داخلنا من نقص وليس بالمحيطين بنا...
لأن اى شخص فيه صفات معينة ظاهرة او مخبأة داخله او كانت لديه فى الماضى ...وساعد نفسه على التخلص منها ...ما يلبث ان يتذكرها اذا رآها لدى شخص ما ....
مثال...لوحظ بان الذين عاشوا حياة فقر مدقع ...ينتبهون وبقوة على ما لدى المحيطين من عز وثراء ولبس وطعام وكماليات وغيرها ..حتى وان تغيرت حياتهم للافضل ..او ان ينتابهم كره للشحاذين فى الشوارع ...
ولكن الذين كانت حياتهم عادية او فيها ثراء ...؟؟؟
شدة الانتباه والتركيز اقل من السابق ذكرهم لانها لا تعنى لهم أى ألم او حرمان أليس كذلك ؟؟
إننا عندما ننتقد من حولنا ..إنما نعبر بطريقة غير مباشرة عن امتعاضنا الداخلى عن كوننا محبطين , وعن حاجتنا الملحة إلى الانتقاد والظهور بمظهر الخالي من العيوب ...فيجب الانتباه عندما نقوم بذلك ...لان في قرارة أنفسنا نعلم انه خطأ لأننا لا نقبله علينا ..وبالتالي سنفقد الاحترام والتقدير وثقة الآخرين بنا ..ويشعرون بالسلبية مجرد الحديث معنا لإدراكهم بأنهم لن يسلموا منا فى المرة القادمة .
فلنتأكد بأنه لا يوجد اى ثمرة من وراء الانتقاد ... قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ).
أن كوننا على حق والدفاع عن موقفنا يبعدنا عن من حولنا.. لأننا نظن أننا بشطارتنا نصحح لهم الأمور ..
الم تضع نفسك مكان الذي تصحح له أموره باللوم والتعنيف ؟؟؟ ماذا يكون شعورك تجاه من لامك ....ألا تشعر بالخجل ومحاولة الدفاع عن نفسك وبالتالي التحقير من شخصه ؟؟؟...
فلماذا نكون سعداء بإلقاء اللوم على أخطاء الآخرين ...ونكون تعساء في توجيه اللوم إلينا بالخطأ ؟؟؟؟
التركيز على النواقص وعيوب الآخرين ..يصرفنا عن الهدف الاساسى من التودد وتبادل الخبرات من اجتماعنا بهم ...فبدل من تبادل الخبرات يقع النقاش في الدفاع عن أنفسهم والجدال الغير مفيد ...قال الرسول  (من ترك المراء وهو مبطل بنى له بيت في الجنة ,ومن ترك المراء وهو محق بنى له بيت في اعلى الجنة )
إن التباهى والتفاخر بانتقاد الآخرين ظنا منا باننا نظهر ايجابياتنا ..يؤثر سلبيا على مشاعر من حولنا وتجنبهم لنا.. والحديث عنا من ورائنا عن تفاخرنا والاستياء منا ....
فكلما كنا زاهدين فى البحث عن المديح بدل النقد كلما امتدحنا من حولنا أكثر ...
فعندما تنتابك الشعور بالتفاخر والعلو حاول مقاومتها وتبديل الشعور بالتواضع والامتنان والمحبة ...فمن تواضع لله رفعه ...
يقول الدمشقى بزجره عن تتبع عيوب أخيك أمران هما
1-أن تطالع أحوال نفسك .فإن وجدت فيها شيئا واحدا مذموما فهون على نفسك ما تراه من أخيك وقدر انه عاجز عم قهر نفسه فى تلك الخصلة الواحدة .كما انك عاجز عما انت مبتلى به كما قال الرسول (طوبا لمن شغله عيبه عن عيوب الناس )
2-أن تعلم انك لو طلبت إنسانا منزها عن كل عيب لاعتزلت عن الخلق كافة ولن تجد من تصاحبه ...
فى أى وقت تجد نفسك قد بدأت تقلق أو تشعر بالأسف لنفسك أوالاكتئاب أو ترى نفسك وقد بدأت تحكم على تصرفات الآخرين .أو تفكر بشكل سلبي أو تشعر بغضب أو استياء تناول كتابا يتحدث عن كيفية التحرر من هذه الانفعالات ....
فالنقد للمحيطين يعبر عن البحث عن ضحية لتفريغ الضغط الذى نواجهه بشكل غيرمباشر..
ان حاجتنا المفرطة لجذب الانظار هى ذلك الجزء الانانى فينا الذى يصيح انظروا الى اننى انسان متفرد ...وانتم المخطئون ...
الحل
1-المشى تحت اشعة الشمس ...مع اخذ نفس عميق ومنعش من الهواء النقى .. له فوائد فى تحسين الحالات المزاجية والبعد عن مرض الخلل العاطفى sad
2-محاولة تلمس الهدوء والاسترخاء فى مزاولة الرياضة على البحر مع استنشاق الاوكسجين والرفقة الطيبة ..
3-لكى تكسب الود والقيادة للمحيطين ..يجب ان تكسب ودهم فى موافقتهم وتقدير وجهات نظرهم ومن ثم القدرة على لفت نظرهم بالمحبة سترى سحر التآلف ....
4-لا تبخل بالإطراء والإشادة بأعمال من حولك ستجد التقدير لشخصك وأعمالك ...
5-فتح قنوات قلوبنا لتقبل الأفكار الجديدة بكل رحابة صدر..
6-التركيز في الصفات الايجابية للمحيطين ومن ثم ستضمحل الصفات السلبية شيئا فشيئا .
7-الانشغال بالذكر عن الغيبة والنميمة بالنسبة لعيوب الناس ...لان المفلس يوم القيامة من تعمد أذية المحيطين به ....
8-ان السلام الداخلى والتواضع ..مهم جدا فى التعامل مع المحيطين ..فكلما تخلينا عن إثبات ذواتنا أمام المحيطين كلما زاد شعورنا بالسلام بتقدير الآخرين لنا وحبهم .
9-جرب نفسك وشعورك ...اذا ما وضعت نفسك مكان الشخص الذى حكمت عليه وتعرضت لنفس ظروفه ...ستتغير نظرتك فيه وفى انتقاده